سكراتش Scratch لغة برمجة رسومية ومجتمع افتراضي، تُطوَّر في الميديالاب بجامعة إم آي تي MIT Media Lab بواسطة مجموعة روضة أطفال مدى الحياة Lifelong Kindergarten التي عملت معها بين عامي 2012 و 2014، وتسمح لمستخدميها بإنشاء مشاريعهم التفاعلية — من ألعاب وقصص ورسوم متحركة — من خلال تجميع لبنات رسومية تمثل الوظائف البرمجية المختلفة، وهذه اللغة مجانية ومفتوحة المصدر. للغة سكراتش موقع لمشاركة آلاف المشاريع التي ينشئها الأطفال حول العالم: scratch.mit.edu. خرج الإصدار الأخير من سكراتش، سكراتش 3,0، في كانون الثاني/يناير 2019.
بعد العمل على توفير العديد من مصادر سكراتش باللغة العربية، تعاونت مع فريق التطوير لتوفير واجهة سكراتش ولبناتها باللغة العربية، وهذا ما تم بدءًا من الإصدار 1,3 من سكراتش الذي ظهر عام 2008. يدعم الموقع الحالي اللغة العربية ولكن يمكنك دومًا المساعدة في تحسين الترجمة، ويمكنك كذلك الاطلاع على تاريخ سكراتش بالعربية والمواد التي أعدت في سياق دعم تعلمها وتعليمها.

عندما يقوم الناشئة بإنشاء مشاريعهم الخاصة باستخدام سكراتش، فإنهم يتعلمون ويصقلون في الوقت نفسه العديد من مهارات القرن الحادي والعشرين الأساسية للنجاح في المستقبل: التفكير الإبداعي والتواصل بوضوح والتحليل المنظم والتعاون الفعال والتصميم المتتابع والتعلم المستمر. رغم أن هذه اللغة صممت أصلًا للأعمار بين الثامنة والسادسة عشر، إلا أن الأطفال الأصغر بوسعهم التعامل مع لغة سكراتش بمعونة آبائهم أو أشقائهم الأكبر سنًا، كما بإمكان طلاب الجامعات استخدام هذه اللغة للبدء بتعلم البرمجة.
كان الهدف من لغة سكراتش عند تطويرها إتاحة البرمجة للجميع، بمن فيهم أولئك الذين لم يتخيلوا أنفسهم قط كمبرمجين. ولكن لم يكن ذلك ليحترفوا البرمجة، وإنما لتنشئة جيل جديد من المفكرين المبدعين المنهجيين، الذين سيستخدمون البرمجة للتعبير عن أفكارهم.
إذ رغم الطلاقة الظاهرة للنشء في التعامل مع التقنيات الرقمية، إلا أن ممارساتهم تندرج جلها في استهلاك المحتوى الرقمي (كممارسة الألعاب على الإنترنت وتصفح الوب)، وهناك قلة منهم فقط تستطيع صنع ألعابها أو رسومها المتحركة أو برامج المحاكاة الخاصة بها، كما لو أن معظم النشء يستطيعون ”القراءة“ ولكنهم عاجزون عن ”الكتابة“.
إن هذه القدرة على الكتابة (أي التصميم والإنشاء والابتكار بواسطة التقنيات الحديثة) تتطلب تعلّم شيء من البرمجة، ولكن العديد من العوائق قد تقف في وجه ذلك، ومنها صعوبة استخدام لغات البرمجة، والسياقات والأنشطة التي تُقدَّم من خلالها البرمجة والتي عادةً ما تكون بعيدةً عن اهتمامات النشء، وغياب الوسط الذي يقدم التشجيع والتحفيز والإرشاد أثناء عملية التعلّم.
ولهذا صُمِّمت سكراتش وفق ثلاثة مبادئ جوهرية: جعلها أكثر قابليةً للعبث، وجعلها ذات مغزىً أكبر، وجعلها أكثر اجتماعيةً. وهذا ما يفصل الحديث عنه الأستاذ ميتشل رزنك وفريقه الذي شاركه تطوير سكراتش في مقالة نُشِرت في مجلة Communications of the ACM بعنوان سكراتش: البرمجة للجميع (وهي متوفرة باللغة العربية).
إن الالتزام بهذه المبادئ ساهم في صناعة النجاح الكبير الذي حققته هذه اللغة، وهو ما جعل سكراتش توصف بأنها ذات أرضية منخفضة (يسهل البدء باستخدامها)، وسقف مرتفع (توفر باستمرار فرصاً لإنشاء مشاريع متزايدة التعقيد بمرور الوقت)، وجدران عريضة (تدعم العديد من أنماط المشاريع المختلفة ليستطيع ذوو الاهتمامات وأنماط التعلّم المختلفة جميعهم أن ينخرطوا في الأمر). وفهم هذه المبادئ والغايات أمر ضروري لكل من يريد تقديم سكراتش للنشء كي يستطيع الاستفادة من كامل الفرص التي تقدمها هذه اللغة.
مره حلوة