﷽
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، محمد المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأت مع انتشار الجائحة تقديم برنامج افتراضي مع مريم حسين دعوناه التعلم الإبداعي للعائلات يهدف إلى إقامة جو من التعلم الإبداعي في المنزل وإغناء مساحة العلاقات والتفاعل فيه. وبعد انتهاء دورتين من البرنامج وتخطيطنا للثالثة، أشارك هنا قصة البرنامج وطبيعة تصميمه وبعض ما تعلمناه حتى اليوم.

ساعدت أثناء دراستي زميلةً لي هي ريكاروز روكِه Ricarose Roque (الأستاذة المساعدة في جامعة CU Boulder حاليًا) في مشروع صمَّمَته ليكون محور بحثها للدكتوراه. لاحظت ريكاروز أثناء حديثها مع الأطفال من مجتمع سكراتش أن كثيرًا منهم يأتون من بيوت فيها من عرفهم على سكراتش وسألهم عن مشاريعهم وأبدى اهتمامًا بعملهم أو دلهم على مصادر إضافية تغذي اهتمامهم بتعلمها واستخدامها. أي رغم توفر الحواسيب على نطاق واسع وإتاحة أدوات مثل سكراتش، إلا أن من استخدمها بشكل إبداعي في تجارب تعلم وإنشاء ذات معنى كانوا أولئك الذين تمتعوا بشبكة دعم اجتماعية وثقافية فهمت أهمية هذه الفرص ومنحتهم حرية خوضها ووفرت لهم المساندة خلالها. كانت تلك الملاحظة أحد دوافع ريكاروز لتصمم برنامجًا أسمته Family Creative Learning (التعلم الإبداعي للعائلات). يقدم المشروع مجموعة ورشات يتعلم فيها أفراد العائلة معًا، كبارًا وصغارًا، ويتعاونون ويتواصلون أثناء عملهم على مشاريع تقنية. كان مشروع ريكاروز هذا مصدر إلهام كبير لي منذ ذلك حين وما دفعني للتفكير طويلًا في تصميم أنشطة تستهدف أفراد العائلة والدِين وأولادًا بدل التركيز على فئة منهما دون الآخرى.
مع بداية انتشار الجائحة بدا أن الجميع أخذوا يمارسون أو يتحدثون على الأقل عن شكل من أشكال التعلم أو التعليم عن بعد، ولكن تراءى لي أن ذلك يجري في أجواء مفعمة أكثر من اللازم بالثقة بما يُنفَّذ، في حين أن الموقف يقتضي مقاربته بعين ناقدة مدركة لطبيعة الاختلافات بين تجربتي التعليم: الحقيقية والافتراضية — وبأن التجربة الحقيقية التي تستنسخ إلى العالم الافتراضي كانت ملأى بالعيوب ابتداءً في معظم السياقات.
ومع الدروس الافتراضية صار البعض يتحدثون عن ”التعلم في المنزل“ باعتباره الأمر الطارئ الجديد (في مقابل ”التعلم في المدرسة“)، مع أن تجارب تعلمنا صغارًا تبدأ في المنزل، وبعد أن نكبر يمارس العديد منا في معترك الحياة ”التعلم في المنزل“ بشكل طبيعي، حيث نخوض على الدوام تجارب تعلم جديد في مواجهة تحديات أو تساؤلات شخصية أو مهنية أو اجتماعية.
ورغم أن كثيرًا من التعلم يحدث في المنزل (وكثيرًا من مواقفنا نحو التعلم والقراءة والعلوم مثلًا تتشكل في المنزل وليس المدرسة) فإننا نجد القليل من الدعم يوجه لما يحدث هناك. ستجد الكثير من الموارد المخصصة للمعلمين والممارسين الذي يعملون مع الأطفال في سياقات تعلم رسمية أو غير رسمية، ولكن ما يوجه للأهل ينحصر عادةً في جوانب تربوية أو سلوكية، ونادرًا ما يفارقها ليحاول الإجابة عن أسئلة مثل ”كيف نتعلم أو نفكر وأطفالَنا بشكل أفضل؟“
قد يكون أحد دوافع هذا الفقر فيما يوجه للأهل ذا صلة بالجدوى، إذ يرى البعض أن من الأجدى مساندة معلم يعمل مع 30 طفلًا على الأقل مقارنةً بدعم أب أو أم يقومان على ثلاثة أو أربعة أو خمسة أطفال في أحسن الأحوال. ويبدو الأمر أحيانًا وكأن رؤيتنا لمساهمة الأهل في تجارب تعلم أطفالهم تنحصر في دور ”محفظة النقود“ (أي دفع الرسوم والأقساط في وقتها) ودور ”السائق“ (أي توصيل الأطفال إلى أماكن النشاط وإعادتهم منها) ودور ”المعيد“ (أي مساعدة المدرسة بالتأكد من قيام الأطفال بكتابة الوظائف وحفظ الدروس كما ينبغي). فالدور المنتظر منهم عادةً هو دور مكمل أو مساند لدور المدرسة أو النادي وليس دورًا أصيلًا قائمًا بذاته.
ولكني ومريم نعتقد أن الأمر على العكس تمامًا من ذلك، أي أن الأهل ذوو إسهام رئيس في رحلة التعلم، بل هو متقدم في أهميته بأشواط على دور المدرسة أو غيرها من التجارب التي تجري خارج المنزل. لذا أردنا من هذا البرنامج أن يكون تجربة تعلم ذات مغزى للعائلة بأكملها. ورغم بإيماننا بأهمية التفاعل المباشر في تجربة التعلم، إلا أن ترتيب برنامج يستهدف العائلة أهلًا وأطفالًا غدا أكثر إمكانًا عندما نظم كبرنامج افتراضي استخدمنا فيه برنامج زوم لعقد اللقاءات.
محتوى البرنامج
نظمنا البرنامج على امتداد ستة أسابيع. كانت هناك جلستان أسبوعيًا، أولاهما مخصصة للأهل، والثانية للأطفال.
- جلسات الأهل: ناقشنا فيها طبيعة التعلم وما نعنيه بالتعلم الإبداعي، وكيف يمكن للأطفال (والكبار) التعلم عبر إنشاء مشاريع انطلاقًا من اهتماماتهم وبالتعاون مع أقرانهم، وكيف يمكننا دعمهم خلال عملية التعلم هذه. نظمنا محتوى هذه الجلسات بدايةً بشكل مشابه لمحتوى مساق تعلم التعلم الإبداعي المقدم من جامعة إم آي تي، إلا أننا صرنا نغير فيه شيئًا فشيئًا ليعكس فهمنا لعملية التعلم انطلاقًا من ديننا وقيمنا وأولويات الأهل في المواضيع التي تعني أطفالهم.
- جلسات الأطفال (الأعمار 8-12 عامًا): يتعرفون فيها على البرمجة بلغة سكراتش ويتعلمون كيفية إنشاء قصصهم التفاعلية وألعابهم ورسومهم المتحركة باستخدامها، مستكشفين في كل مرة مشروعًا أو موضوعًا مختلفًا.

بدأنا جلسات الأهل بنقاش ما نعنيه بالتعلم وتصورنا عن كيفية تكون المعرفة، ثم تحدثنا عن دور بناء المشاريع في عملية التعلم واختلاف ما نعنيه بذلك عن التجارب والمشاريع العملية التي تمارس في المدارس مثلًا. تحدثنا بعدها عن الدوافع والحوافز والمكافآت والعقوبات، وهو الموضوع الذي يستأثر بجل نقاشات البرنامج لما نتعرض له من أفكار تصادم كثيرًا من المعهود في الأوساط التربوية في البيت والمدرسة. ثم انتقلنا إلى دور الأقران في عملية التعلم (في مقابل دور الخبراء) وتعرضنا لموازنة عمليتي التخطيط والعبث في أنشطة التعلم. أما لقاؤنا الأخير فكان للتفكر بكل ما مررنا به من أفكار وكيف يمكننا المضي قدمًا. دامت كل جلسة 75دقيقة، ولكن كان من المعتاد أن نبقى أطول من ذلك للاستفاضة في نقاش بعض الأفكار.
أما في جلسات الأطفال فكنا كل مرة نختار أحد الأنشطة من صفحة الأفكار في موقع سكراتش لنشاركه مع الأطفال ونعرفهم بوظيفة مجموعة مختارة من اللبنات البرمجية، ثم نعطيهم وقتًا ليبنوا مشاريعهم انطلاقًا من الأمثلة واللبنات التي شاركناها معهم مع تواجدنا لمساعدتهم والإجابة عن أسئلتهم إن لزم. أردنا من هذه الجلسات أن تكون المختبر العملي الذي يعايش فيه الأهل الأفكار والمنهجيات التي نناقشها معهم، وتكون فرصةً لهم ليتأملوا في تجربة تعلم الأطفال بعيدًا عن إملاءات وضغوط المدرسة.
كنا في الجزء الأول من جلسات الأطفال (30 دقيقة) نسألهم مشاركة أخبارهم وما قاموا به خلال الأسبوع من مشاريع أو نشاطات، ثم أشرع مع مريم بتقديم نشاط الجلسة المختار (مستخدمين أحد دروس سكراتش) ونقترح عليهم مجموعةً من اللبنات لتجريبها. ننتقل بعدها إلى غرف فرعية ليعمل الأطفال على مشاريعهم مع تواجدنا لدعمهم أثناء عملهم والإجابة عن أسئلتهم (45 دقيقة). ثم نعود أخيرًا إلى الغرفة الرئيسة لمشاركة المشاريع والتفكر بما مر (15 دقيقة). أخبرنا الأهلَ أن بوسع أكثر من واحد من أولادهم المشاركة في البرنامج طالما كانوا مستعدين لاستخدام جهاز واحد للانضمام إلى جلساتنا هذه (كان معتادًا تواجد شقيقين أو ثلاثة معنا بدرجات متنوعة من التفاعل).

يمكن أن يُرى الأمر وكأن هاتين الجلستين تكوِّنان جل البرنامج لأننا كنا نحن من يشرف عليها، إلا أن أملنا الفعلي كان أن ننجح في تشجيع المكونات الأخرى التي تجري معظمها في البيت بعيدًا عن سمعنا وبصرنا:
- المطالعة والتبحر: شاركنا كل أسبوع مجموعةً من المواد ليطلع عليها الأهل ويستزيدوا منها بما يتصل بموضوع الأسبوع، ويخرجوا منها بأفكار أو تساؤلات (أو حتى اعتراضات) إضافية تغني حواراتنا. هذه قائمة المطالعة الخاصة بالبرنامج إن رغبت بالاطلاع عليها.
- التفاعل مع العائلة: كنا نجتمع مع الأهل والأطفال بشكل منفصل: نناقش المفاهيم مع الأهل ونمارس سكراتش كتجربة تعلم مع الأطفال. ولكن هدفنا الرئيس كان أن يتحول ذلك بالمحصلة إلى تفاعل مباشر بين الأهل والأطفال، يشارك فيه الأطفال تجاربهم وأفكارهم مع الأهل، ويعمل فيه الأهل على دعم أطفالهم في تعلمهم. كنا نشارك مع الأهل من حين لآخر أسئلة لبدء حوار مع الأطفال عما يقومون به ورحلة التعلم التي يخوضونها. مثلًا: حدثني عن المشروع الذي بنيته؟ ما المشاريع التي بناها الآخرون؟ كيف كانت مختلفة عن مشروعك؟ ما الذي استكشفته وحدك؟ ما الذي تريد معرفة المزيد عنه؟
- المشاركة مع المجموعة: أنشأنا مجموعة واتسآب للتواصل مع المشاركين، حيث كنا نحثهم على مشاركة أسئلتهم وتأملاتهم ونقاط اتفاقهم واختلافهم معنا وحتى ما يمرون به من مصادر قد يرون فائدتها لزملائهم.
- التفكّر والمراجعة: شاركنا مع الأهل في ختام كل أسبوع استمارةً لتقييم ما مروا به لتكون فرصةً لنا لتحسين ما نقوم به وفرصةً لهم للتفكر بأنشطة الأسبوع ومفاهيمه.
هذه بعض الأفكار التي كانت حاضرةً في فكرنا أو نقاشنا:
- التعلم كنشاط يومي طبيعي وليس كعملية صناعية.
- التعلم كعملية بناء للروابط والصلات: مع النفس والآخرين والأفكار والأشياء والظواهر.
- التعلم كعملية ثقافية مرتبطة بالأسئلة الكبرى للمرء.
- التحديات الثقافية والدينية واللغوية (تعلم اللغة الأم بالدرجة الأولى) كانت حاضرة دومًا وخاصةً مع الإخوة السوريين المتفرقين في دول العالم.
هذه قائمة المطالعة التي نشاركها ونتباحثها مع المشاركين في برنامج التعلم الإبداعي للعائلات على امتداد أسابيعه الستة.
ماذا بعد؟

كان مما لاحظنا وقوع المربين بين ثلاثة مصادر تتنافس فيما بينها على تحديد أسس ممارساتهم التربوية: أحدها الدين والمنظومة القيمية، وثانيها الخبراء والمختصون، وثالثها الواقع العملي (ومع كل منها صنو زائف: فهم فاسد للدين، ومدعٍ للخبرة منتحل، وقراءة خاطئة للواقع). لا يخلو هذا التنافس من تعارض قد لا يكون حاضرًا دومًا في الذهن، فالأم تريد من طفلها مثلًا أن يكبر ليكون أهلًا للمسؤولية (القيم) ولكنها في الوقت نفسه تغرقه بالمكافآت والمديح لتسوقه إلى فعل المطلوب منه فيكبر معتمدًا على رضاها أو رضا غيرها وتحملهم للمسؤولية عنه (الواقع والعديد من الخبراء). أو أنها تسمع من الخبراء من يحدثها عن أهمية اتباع المرء شغفه، فيما دينها يسمي ذلك اتباعًا للهوى. نشعر نتيجةً لذلك أن علينا أن نبدي اهتمامًا أكبر بنقل هذه المصادر إلى حيز الوعي وتسليط التفكير الناقد عليها، ليكون المربي على بصيرة بتبعات ولوازم المصدر الذي يختار تأسيس ممارساته عليه.
لاحظنا أيضًا تململ الأطفال من الأنشطة الافتراضية. في النسخة الأولى من البرنامج، كانت جلساتنا مع الأطفال فرصةً ليستأنسوا بأقرانهم ويلتقوا بأصحاب جدد في ظل الإجراءات الصحية الجديدة حينئذ والتي أبقتهم حبيسي بيوتهم، حتى أنهم كانوا يطلبون منا أحيانًا إبقاء المكالمة بعد انتهاء الجلسة الأصلية لمتابعة الحديث فيما بينهم. أما في النسخة الثانية، فكان الأطفال قد ضجروا من النشاطات الافتراضية التي لا تنتهي، وبدت أنشطتنا كواجب يضاف إلى ما لديهم أصلًا من الالتزامات الافتراضية المفروضة عليهم. بعض ما صرنا نفكر به هو حق الأطفال في خوض تجارب تعلم حقيقية لا افتراضية، وكيف يمكننا إقامة ورشات الأنشطة مع الأهل ثم دعمهم ليقوموا بها مع أطفالهم مباشرةً بدلًا منا، آملين أن يؤدي ذلك إلى تفاعلات أكثر غنىً بين الأهل والأطفال.
ومما له صلة بأنشطة الأطفال، أن تركيزها على تعلم سكراتش كان سببًا في إقبال الأهل على التسجيل في البرنامج بهدف تعليم أطفالهم البرمجة (باعتبارها لغة المستقبل وما إلى ذلك العبارات)، متجاهلين أننا أردنا من هذه الأنشطة أن تكون المختبر العملي الذي يعايش فيه الأهل الأفكار والمنهجيات التي نناقشها معهم، وأن تعلم البرمجة دون غيرها من المهارات كان مجرد هدف ثانوي. ولذا سنحاول مستقبلًا أن تتنوع مواضيع الأنشطة العملية التي نقيمها في البرنامج كي نبقي التركيز على محاولة فهم عملية التعلم وليس تعلم مهارة محددة.
هذه الملاحظات وغيرها دفعتنا إلى إعادة تصميم البرنامج. ما زلنا في مرحلة مبكرة من ذلك، ولكننا نخطط لمعالجة المواضيع التالية في الشق المفاهيمي من النسخة القادمة:
- الإطار المعرفي والقيمي الذي نفهم فيه التعلم والتعليم والتربية (التعلم كعملية ثقافية مرتبطة بالأسئلة الكبرى للمرء).
- كيفية حدوث عملية التعلم وسبل دعم أبناءنا خلالها.
- الدور الحقيقي للوالدين في عملية التعلم وكيفية استعادته.
- بناء الدوافع للتعلم وطبيعة الأشكال المختلفة للتحفيز.
- تصميم تجارب تعلم إبداعي اعتمادًا على المشاريع والاهتمامات وبالمشاركة مع الأقران.
كما في المرات السابقة، سنركز بشكل رئيس على تكوين بوصلة يمكن للمربي استخدامها بحسب احتياجاته والواقع الذي يتعامل معه لبناء تجربة مستدامة من التعلم الإبداعي في المنزل. لن ينصب تركيزنا على تقديم محض خرائط تفصيلية أو حلول جاهزة للتطبيق الفوري، ولكن البرنامج سيوفر بيئةً لتبادل الخبرات والإسهامات.
أما في الشق العملي، فنخطط للقيام بعدة ورشات (موجهة إلى الأهل هذه المرة) تركز على جوانب مختلفة مع العلوم والمعارف، والتي يمكن للأهل إجراؤها كذلك مع أبنائهم وبناتهم فيما بعد. ستهدف هذه الورشات إلى:
- فهم طبيعة عملية التعلم التي نتحدث عنها وبناء القدرة على مناقشة تفاصيلها وتطويرها وبناء تجارب جديدة.
- عيش تجربة التعلم التي نحاول إقامتها مع الأطفال في جوانبها المعرفية والعاطفية.
- التدرب على إقامة تجارب تعلم مع الأطفال تعزز التواصل والفهم بين الطرفين.
نشكر العائلات الفاضلة، آباءً وأمهات وأطفالًا، الذين انضموا إلى هذا البرنامج مشاركين أوقاتهم وأفكارهم وملاحظاتهم، مساهمين بذلك في تطوير فهمنا للتعلم وتقديرنا للجمال الذي أودعه الله سبحانه في الإنسان. نسأل الله عز وجل الإخلاص والتوفيق والسداد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.