في مهمة للتعلّم في زمن الثورة (الحلقة 4)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمّي، محمد معلّم الناس الخير، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه تتمة تقريري عن رحلتي إلى مخيمات النازحين في ريف إدلب في الشمال السوري المحرّر في شهر كانون الثاني/يناير 2013. كتبت في الحلقة الأولى من هذه السلسلة من التدوينات عن مشاهداتي الأولية من رحلة سريعة إلى عدة مخيمات، وفي الثانية عن بداية تجربتي مع الأطفال في مخيم قاح بعد عودتي إليه. أما في الثالثة فتحدثت عن كتابة القصص كوسيلة لتعلّم وممارسة القراءة والكتابة.

بدأت في الأيام التالية التركيز أكثر على النواحي الاجتماعية من بيئة التعلّم: كيفية بناء مزيد من الثقة والاحترام.

كانت هناك عدة تجارب جديدة في يومي الخامس في المخيم. أثلجت السماء طوال الليل، وبحلول الصباح كان كل شيء قد اكتسى بحلة بيضاء. سرعان ما كنت أتجول خلال المخيم وأشارك الأطفال معارك كرات الثلج. لاحظت مجموعةً من الأطفال تتصرف بشيء من العدائية تجاه الأطفال الآخرين (وتجاهي كذلك) ويصيحون فينا طالبين منا العودة من حيث أتينا. لم يكن ذلك بالأمر اللطيف، وبحديثي معهم تبين لي أنهم من القرية المجاورة للمخيم. بتحري المزيد عن هذا الأمر وجدت أن القرويين، كبارًا وصغارًا، لم يحبوا النازحين، وكان النازحون يبادلونهم هذه المشاعر بالطبع. اشتكى أهل القرية من أن النازحين يكسرون أغضان الزيتون لإشعال النار ومن أن أطفالهم يلتقطون الكلام النابي من أطفال النازحين (وأن النازحين يحصلون على ما يزيد على حاجتهم من الطعام، والخبز خاصةً، دون عناء)، أما النازحون فشكوا استغلال أهل القرية لحالهم (المخيم قائم على أرض مستأجرة من أهالي القرية، وحصل على حاجاته اليومية من الماء والوقود من القرية كذلك).

المسجد مكانًا للجميع

كنت ما أزال بانتظار حصولي على تصريح بزيارة مخيم للاجئين على الأراضي التركية، وكان قد بقي لدي يومان في مخيم قاح حسب خطتي (هذا ما ظننته على أي حال)، فقررت وضع المزيد من الجهد والتركيز على تحسين الجانب الاجتماعي من البيئة التي يتعلم فيها الأطفال.

عملت منذ اليوم الأول على تأسيس المسجد/المدرسة كبيئة آمنة ترحب بالأطفال جميعهم، في أي وقت ومهما كان النشاط الذي يقومون به طالما التزموا قواعد أساسية اتفقنا عليها (عدم السباب مثلًا). عندما وصلت المخيم، كان العديد من الكبار يصيحون على الأطفال ليغادروا المسجد بمجرد انتهاء جلسة التعليم الشرعي المخصصة لهم، ولكني اتفقت مع الكبار والصغار أن هذا المكان هو بيت الله وليس لأحد أن يطرد الآخرين منه، واستعنت على إقناعهم بشيء من علم قليل لدي بالحديث والسيرة النبوية (ولحية تطلب مني الوالدة الحبيبة ”تشذيبها“ منذ سنوات :)). شيئًا فشيئًا غدا الأطفال أكثر ارتياحًا لارتياد المسجد والقيام بالمزيد من الأنشطة فيه، فكنت ترى الأطفال يرسمون ويكتبون وينشدون ويركضون ويتشقلبون (ويتعاركون بين الحين والآخر)، أما الكبار فوجدوا أن الأمر ليس بالسوء الذي ظنوه طالما التزم الأطفال الهدوء أوقات الصلاة.

بإعلان المسجد مكانًا للجميع، صار الأطفال يدعون رفاقهم ممن لم يعتد ارتياد المكان قبلًا. أتانا ذلك اليوم غلام يدعى ”رسمة“ أثناء قيامنا بالرسم. كان رسمة أكبر من بقية الأطفال عندي ولكنه كان أصم أبكم، مماجعله في عزلة عمن حوله. عندما كنت أرقبه في الخارج كان وحيدًا غالبًا. لم أعرف ما الذي شجعه على زيارتنا، ولكن بمجرد ظهوره على باب خيمة المسجد ركض بعض الأطفال إليّ يسألونني الحصول على أوراق وأقلام له ليبدأ الرسم. أحببت الطريقة التي احتفوا بها بمجيئه.

الانتخابات

ذكرت في الحلقة الأولى أن النازحين حيث التقيتهم يعانون عمومًا من ضعف في الثقة فيمن يشغّل المخيم أو يوزع المساعدات، وكان الأطفال يعكسون السلوك واللغة نفسهما في تعاملهم مع بعضهم البعض.[1] كان تحليلي لأسباب أزمة الثقة هذه هو عدم تشجيع النازحين على المشاركة في إدارة شؤونهم. كانت معظم الأعمال والإدارة يتولاها أشخاص من غير النازحين، أما النازحون فكان عليهم المراقبة فحسب وتلقي ما يُقدَّم إليهم. وفرت هذه الحالة من الخمول جوًا خصبًا تنتشر فيه الإشاعات وإساءة الظنون.

لإحداث تغيير في هذه الوضعية مع الأطفال قررت تفويض المزيد من المهام إليهم. أخبرت الأطفال عندما بدأت جلستهم أن عليّ المغادرة لبعض شأني وأن عليهم أن يختاروا منهم من يتولى توزيع الأوراق والأقلام على القادمين وإدارة الجلسة. ما إن قلت إن عليهم اختيار أحدهم حتى بدأ كل منهم بالصياح: ”أنا.. أنا..“ أعدت إخبارهم أن عليهم أن يرشحوا أحدهم، ولكن دون جدوى، وكأن كنت أتحدث لغةً غريبةً عنهم. أراد كل منهم أن يكون في موقع المسؤول أو المتحكّم بتعبير أكثر دقة.[2] حاولت أن أشرح الأمر ثانيةً موضحًا لهم أني أبحث عمن تختاره غالبيتهم ثم بدأت عملية التصويت. كنت أشير إلى كل منهم وأسأل الباقين عمن يود التصويت له. من الأولاد العشرة الذين كانوا هناك حصل أكثرهم أصواتًا على ثلاثة أو أربعة أصوات فقط. سألته أن يختار مساعدًا، ثم شاركت مع الأطفال قواعد أساسية للتعامل:

  • نتعامل مع بعضنا باحترام — لا نعتدي على بعضنا بالضرب أو الكلام النابي.
  • البنات والأطفال الأصغر مُقدَّمون في الحصول على المواد.
  • إن اعتدى أحد على البنات أو الأولاد المسؤولين عن المواد فإننا ندفع عنهم المعتدين.

كنت أسأل مثلاً: ماذا نفعل إن أتى من يريد أخذ المواد من قَدّور (كان ذاك اسم الطفل المسؤول) بالقوة؟ فيجيب الأطفال: ”نحجز عنه.“ كانت هذه القواعد هي ما اتفقنا عليه، وأخبرتهم أن تقرير ما عدا ذلك يعود إليهم.

أخبرت المسؤول الجديد ومساعده أن لديهما حرية تقرير الطريقة الصحيحة لإدارة العملية مع الأطفال الآخرين، وأن بإمكانهما العودة إلي إن كان لديهما سؤال، ولكني لن أتدخل من تلقاء نفسي. بُعيد تسليمي المواد لهما وبدء التوزيع بدأت الأصوات بالارتفاع، وبدأ الأطفال بالصياح على بعضهم البعض: ”قفوا في الصف… لا أريد أن أسمع أي صوت… أعطني أوراقًا… أنا أتيت قبلك…“ أتى بعضهم إليّ شاكين، فأخبرتهم أن يعودوا إلى المسؤول ويطلبوا منه ما يريدون بلطف. كان المسؤولان نفسهما يستغلان السلطة التي أسندت إليهما، ويصرخان في الأطفال ويوجهان إليهم الأوامر بتكبّر، فنبهتهما إلى ذلك.

في لحظة ما كانت الأمور على وشك الاشتعال وأوشك الأولاد على الشجار. كان عليّ التدخل لتذكيرهم بالقواعد التي اتفقنا عليها، وبأن عليهم أن يحلّوا خلافاتهم بأنفسهم وإلا فإني سأستعيد المواد وأنهي النشاط. نفع ذلك! انتظمت أمور الأولاد واستلموا موادهم وبدؤوا الرسم والكتابة.

يوماً بعد يوم كانت العملية تتحسن والأطفال يعاملون بعضهم بمزيد من الاحترام. بدأ المسؤولون يدركون حقيقة المسؤولية ويتعاملون مع الوضع على أنه تكليف وليس تشريفًا، فتراهم مشغولي البال بالمواد التي يفقدونها أو بعدم قدرتهم على توفير المواد لكل الأطفال الذين يأتونهم. كان المسؤولون يتفاعلون مع التحديات التي يواجهونها يوميًا بالبحث عن حلول، فوضعوا ورقةً بأسماء من يأخذ المواد كي يستعيدوها فيما بعد. كلما أتى أطفال جدد إلى المكان كان هناك من يدلهم على المسؤولين ويخبرهم بالقواعد التي تحكم المكان دون تدخل مني.

كنت أسأل الأطفال كل يوم فيما إذا كانوا يريدون الاحتفاظ بالمسؤولين الحاليين أم انتخاب آخرين. كان الأولاد قانعين بمن لديهم، أما البنات فكنّ ينتخبن مسؤولات جديدات كل يوم 🙂

بين الواقع والتخيّل

توطدت علاقتي بصديقة صغيرة اسمها أسماء لها من العمر خمس سنوات، فكانت تحرص على مرافقتي حيثما ذهبت معظم النهار. رسمت أسماء ذاك اليوم صبيًا وبيتًا ومستطيلًا غامضًا، ولما سألتها عن ذلك شرعت بالحديث عن مخزن للأسلحة، وذكرت رجالًا وأطفالًا يُقتلون ويُدفنون. كانت أسماء قد اعتادت الحديث معي ووجود آلة التصوير، فسألتها إعادة ما قالته كي أسجله، وسألتها عن بعض التفاصيل الإضافية. ذكرت أسماء أن عمها كان فيمن دفن بعد أن قُتل بقذيفة أصابته. قابلت والد أسماء فيما بعد لأسأله عن قصتها، فأخبرني أنه لا يستطيع تأكيد ما شاهدته ابنته، وأضاف بأن أخاه أصيب فعلًا في القصف ولكنه لم يُقتل. لا أعتقد أن أسماء كانت تتعمد الكذب أو المبالغة فيما ذكرته، ولكنها فيما أظن كانت تتكلم عن إدراكها للواقع والأحداث من حولها والذي يفيض بأمثال هذه القصص، وكانت لدي تجارب مشابهة مع أطفال آخرين في المخيم عندما تحدثوا عن حكاياتهم.

لاحظت صبيًا في التاسعة من عمره يرسم العديد من الطائرات الحربية والكثير من الجثث، وبعد أن حدثني عن رسمه سألته إن كان بالإمكان زيارته  للتحدث أكثر عن قصته. دعاني إلى خيمته حيث قابلت عائلته: أبويه وأخين وأختين. طلب مني الأب بتهذيب ألا أصور أيًا من أفراد عائلته إن كان التسجيل سيجد طريقه إلى عامة الناس، فقد كان موظفًا في الحكومة وكان يسافر دوريًا إلى بلدته ليستلم راتبه الشهري، وخاف أن يبلّغ عنه أحد فيوقَف راتبه. ما إن ذكرت للأب ما رسمه ابنه حتى بدأت برواية قصته، إذ دُمِّر معظم منزلهم بقصف من الطيران الحربي فيما كانت زوجته وأبناؤه في الداخل، ولكنهم نجوا برحمة من الله عز وجل، ثم ذكر لي عدة حوادث مؤلمة من بلدتهم.

كنت حريصًا على الإنصات طوال الوقت، مشجعًا الأب على الاستفاضة بين حين وآخر، فيما كانت الأم والبنات يستمعن إلى الحديث. استغلت الأم تغير منحى الحديث لتبدأ فجأةً بإخباري عن خبرتها الشخصية عما حدث عندما قُصف منزلهم وكيف نجت من ذلك، وذكرت إنها تشعر بضيق في صدرها ونفسها كلما تذكرت ما حدث. عندما ضربت القنبلة المنزل كان ولدها الأصغر فقط بجانبها، فيما ظنت أن أخويه على السطح يراقبان الطائرات المعتدية كما هي عادتهما، مما أصابها برعب كبير خوفًا على مصيرهما. جرت الأم كالمجنونة — والكلام ما يزال لها — فيما كانت تجر ابنها الأصغر من يده، ولم تنتبه إلا على صراخه فيما كان حطام الزجاج يقطّع أقدامهما الحافية. عندما وصلت إلى خارج ما بقي من البيت وجدت بقية أطفالها مع زوجها دون أن يصاب أحد ولله الحمد. عندما وصلت الأم إلى نهاية القصة كانت مع ابنتيها اللتين كانتا تستمعان خلفها قد انخرطن في بكاء مرير.

فيما كانت الأم تتحدث، كان زوجها يحاول مواساتها، ولكن بطريقة أوحت برغبته في توقفها عن الحديث، ولكنها تجاهلته على أي حال واستمرت بالكلام. أخبرني الآباء الذين قابلتهم مرارًا أن الأطفال بحاجة لمن يثقون به وينصت إليهم[3]، وكانوا مسرورين لامتلاكي الصبر الكافي للقيام بذلك، ولكني وجدت أن الكبار أنفسهم لديهم الكثير من الحكايات غير المروية وأنهم كانوا بحاجة من ينصت إليهم.

أبو الريش يحلِّق

عودةً إلى صديقي (الرابجي) أبي الريش، فبعدما فاجأني بأدائه سابقًا، طلبت منه أن أسجل معه شيئًا من أغانيه في ضوء النهار، وأتيحت لي فرصة القيام بذلك بعد أيام. المكان الوحيد الذي كان مناسبًا كان المدرسة/المسجد، ولكن كان هناك تحديان: الأول أني كنت أختبر حدود المتاح لي في استخدام المسجد، وحَلَلْت ذلك بالتسجيل في وقت بعيد عن أوقات الصلاة، أما الثاني فكان أن أبا الريش لم يكن راغبًا بالتسجيل أثناء وجود الأطفال، إذ كان من النادر أن يقوم بالغناء أمام آخرين ولم يكن متأكدًا من ردة فعل الأطفال عند سماعه.

اتجهنا إلى المسجد لنجد بضع أولاد هناك، فبدأ أبو الريش الصياح عليهم ليغادروا المكان، فيما بقيت صامتًا أراقب، تنازعني رغبتي بالحصول على تسجيل من أبي الريش ومعرفتي بأن ما يجري أمامي خطأ لأنه يخالف أولى القواعد التي أرسيت في المكان: المسجد مكان للجميع، وليس لأحد مطالبة الآخرين بمغادرته. غادر بعض الأولاد الخيمة وبدؤوا بإحداث ضجة في الخارج بعدما عرفوا أننا سنسجل. الأمر الطيب فيما حصل هو أن أحد الصبية جاءني قائلًا: ”ألم تكن أنت من أخبرنا أن أحدًا لا يملك أن يخرجنا من المسجد؟“ صدمتني عبارته وجعلتني خجلًا أمام نفسي، ولكني سررت بأن الله يسّر مثله ممن يردني إلى الحق. جمعت الأولاد معتذرًا وأخبرتهم أن ما حصل كان لأن أبا الريش متردد في الأداء أمام الآخرين، وأنهم لو أعطوه فرصته لسمعوا ما يعجبهم. اتفقنا بعد نقاش قصير أن يبقى الأولاد في الداخل على مبعدة من أبي الريش أثناء التسجيل ليراقبوا دون أن يصدر منهم أي صوت.

طلب مني أبو الريش تنزيل إيقاع من الإنترنت ليغني عليه ثم بدأنا التسجيل. مع كل مقطع قمنا بتسجيله كان الأولاد يقتربون منا أكثر، إلى أن صاروا بجواري. كانوا معجبين تمامًا بالأداء، وصاروا يطلبون من أبي الريش أن يعلمهم أو يغني معهم، كما صار هو أكثر ارتياحًا لوجودهم. فكرت في أن يكون الراب مدخلًا جيدًا لتعلم المزيد عن اللغة (خاصةً وأن أبا الريش كان يكتب أغانيه بنفسه) ووسيلةً هامةً للتعبير عن النفس، ولذا شجعت أبا الريش على أن يبني علاقةً أفضل مع الأولاد بناءً على التفاعل الإيجابي الذي حصل بينهم، ولكن لم يُتِح لي الوقت القليل الذي تبقى لي في المخيم أن أرى ذلك.


[1] كنت أشهد كل بضعة أيام شجارًا كبيرًا بين النازحين ومديري المخيم (وحرسه)، وذلك عادةً بعد توزيع مساعدات وشعور أحدهم بالغبن أو حصول حادث كاشتعال النار في إحدى الخيام. كان الأطفال واعين بكل هذه الخلافات، إضافةً إلى معرفة العديد منهم بتفاصيل الحياة اليومية للمخيم (ككمية المياه المستهلكة يوميًا وكلفتها). العودة إلى التدوينة

[2] كان الكبار يعكسون شيئًا مشابهًا بالطبع. في كل الأحاديث التي شاركت بها وتضمنت اتهامًا للقائمين على إدارة المخيم والمساعدات كنت أقترح على النازحين اختيار لجنة منهم لتقوم على إدارة المخيم وكانت الإجابة التي أتلقاها بشكل متكرر هي أنه لا يوجد من يثقون به للقيام بهذا الأمر (سواهم طبعًا :)) العودة إلى التدوينة

[3] الغريب هو أنهم رغم وعيهم بأهمية الإنصات لأبنائهم ليتجاوزوا ما هم فيه، إلا أنهم لم يقدموا ذلك أنفسهم وظلوا بانتظار من يفعل ذلك بدلًا منهم. العودة إلى التدوينة

8 رأي حول “في مهمة للتعلّم في زمن الثورة (الحلقة 4)

  1. الاستاذ عبد الرحمن …

    بالفعل اقدر لك رغبتك العملية لفعل شيئ مفيد في المخيمات السورية …فعلا هذا ما نحتاج اليه من أجل هؤلاء الأطفال اللذين وضعتهم الظروف في هكذا موضع…

    اسلوبك الرائع في نقل الصورة على الأرض هذا يرينا الحاجة الملحة والمقدور عليها لترميم جزء مهم ( ولو كان بسيطا) من واقعهم لتصويب مستقبلهم فهؤلاء هم اللذين سيبنوا مستقل بلدنا…

    جزاك الله كل خير و قدرك و قدرنا على بذل الغالي والرخيص من أجل بلدنا.

  2. مجهود رائع جزاك الله خيرا ،،، تجتاحني مشاعر حزينة جدا عندما اقرأ سطورك وأعلم أن هؤلاء الاطفال الابرياء بحاجة لمساعدة ،،، أتمنى المساعدة لكنني حقا لا أعلم ماذا يمكن أن أقدم أو كيف أقدم المساعدة ،،،،

    1. هناك عشرات المشاريع القائمة التي يمكنك المساهمة فيها، وعدد لا نهائي من الأفكار التي تنتظر من يعمل عليها في مختلف المجالات. المهم أن تلزمي نفسك بثغر لا تملّينه.
      الأخ أحمد أبو الخير مثلاً يقود حملة ارفع صوتك من أجل أطفال سورية التي تستقطب جهوداً منوعةً في التصميم والترجمة والتعريف وجمع المعلومات. أنا أبحث شخصياً أبحث عمن يجمع الكثير من مواد القراءة للأطفال (قصصاً وغيرها) ويقوم بمسحها ليمكن فيما بعد طباعتها بكلفة منخفضة لتوزيعها على الأطفال أو تجهيز مكتبات لهم. كنت أبحث كذلك عن أنشطة يمكن القيام بها بالطين باعتباره أحد المواد المتوفرة بكثرة في المخيمات التي أعمل معها. هناك حاجة كذلك لمن يبحث ويشارك وسائل مختلفة منخفضة الكلفة ويمكن تصنيعها محلياً لتوليد الطاقة وتنقية المياه وغير ذلك.
      هناك الكثير مما يمكن الاستفادة به من تجارب الآخرين ولكنه بحاجة لمن يجمعه.مثلاً الهندي أرفند غُبتا له تجربة مثيرة للاهتمام عن صناعة الألعاب من القمامة، وقد يكون من المفيد أن يقوم فريق صغير بترجمة ومشاركة التجارب والألعاب الصغيرة التي نشرها على موقعه ثم إضافة المزيد لها. أرونا همّتكم 🙂

  3. جزاكم الله كل خير ووفقكم في علمكم وعملكم لما يرضيه …
    من المؤكد أن تنوع النشاطات وأهدافها مهم جداً لتغطية كافة الجوانب لدى الطفل ..فبالإضافة إلى نشاطات التفريغ والدعم النفسي …تعزيز العمل الجماعي وروح الفريق وغيرها من مهارات الحياة …هناك النشاطات الموجهة للجانب التعليمي سواء الجانب المعرفي منها والذي تعمل العديد من المشاريع على تغطيته من خلال المناهج أو جانب تعزيز المهارات وتنميتها …هل من توجّه محدد أو نشاطات معينّة تُعنى بتعزيز مهارات التفكير المنطقي وحلّ المعضلات لدى الأطفال ؟ وهل الاستفادة من مناهج مثل cs unplugged واسقاط مفاهيمها قد تكون مجدية في مثل هذه الظروف؟

    1. خيراً جزيت..
      لا أفرق بين نشاطات الدعم النفسي وتعزيز العمل الجماعي والنشاطات الموجهة للجانب التعليمي (معارف ومهارات)، إذ الأصل أن أي نشاط تعليمي يتم بالشكل الصحيح سيعزز الجوانب النفسية والاجتماعية بشكل تلقائي. كل ما قمت به أعلاه كانت الجوانب الثلاث حاضرةً فيه، وإن كنت أجنح من حين لآخر للتركيز على أحدها (دون إلغاء الأخرى) في النشاط الواحد لأتعامل مع وضع معين، دون أن أقوم فعلياً بتغيير النشاط.
      إن أراد المعلم تعزيز مهارات “التفكير المنطقي وحل المعضلات” فيمكنه البدء بعشرات المشكلات والتحديات التي تواجه الأطفال يومياً وتشجيعهم على إيجاد حلول لها. كما أن قيام المعلم نفسه بالتعامل مع المعضلات المحلية القائمة (رغم ما في ذلك من مشقة) ومراقبة ومشاركة الأطفال له أثناء ذلك أكثر جدوى من هروبه إلى مناهج منفصلة عما يمر مجتمعه به.
      لا بأس طبعاً بالاستفادة مما هو متاح طالما استطعت ربطه بخبرات وتجارب الأطفال. أما كون محتوىً علمي ما مجدياً أم لا فيعتمد بالدرجة الأولى على الطريقة التي ينفذ فيها على أرض الواقع.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه:
search previous next tag category expand menu location phone mail time cart zoom edit close